عندما كتب جماعة من الشباب المحبّين للمهديّ رسالة إلى المنصور الهاشميّ الخراسانيّ وأعلنوا دعمهم له وطلبوا منه الإرشاد، قال:

أَبْلِغُوهُمْ عَنِّي السَّلَامَ وَقُولُوا لَهُمْ: إِذَا أَخَذَ النَّاسُ يَمِينًا وَشِمَالًا الْزَمُوا أَنْتُمُ الطَّرِيقَةَ الْوُسْطَى، وَإِذَا مَالُوا إِلَى زَيْدٍ وَعَمْرٍو تَوَجَّهُوا أَنْتُمْ نَحْوَ الْمَهْدِيِّ. اذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا، وَاجْعَلُوا هَمَّكُمُ الْجَنَّةَ، وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ فِي أَوَّلِ وَقْتِهَا، وَآتُوا الزَّكَاةَ لِأَهْلِهَا، وَأَحْسِنُوا بِوَالِدَيْكُمْ، فَإِنَّكُمْ لَنْ تُقِيمُوا مَعَهُمَا كَثِيرًا، وَأْمُرُوا بِالْمَعْرُوفِ، وَانْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ، وَخَفِّفُوا أَعْمَالَكُمْ، وَاطْرَحُوا كُلَّ مَا يَنْبَغِي طَرْحُهُ، وَاحْمِلُوا كُلَّ مَا يَنْبَغِي حَمْلُهُ، وَاسْتَعِدُّوا لِلْهِجْرَةِ إِلَى الْمَهْدِيِّ؛ فَإِنِّي إِذَا وَجَدْتُ مَا يَكْفِي مِنَ الرُّفْقَةِ هَاجَرْتُ إِلَيْهِ وَلَوْ كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ. مَنْ ذَا الَّذِي يَضْمَنُ لِي عَشَرَةَ آلَافِ رَجُلٍ فَأَضْمَنَ لَهُ ظُهُورَ الْمَهْدِيِّ؟! قَدْ نَتَنَتِ الْأَرْضُ، وَالزَّمَانُ يُشْبِهُ دُمَّلًا قَدِ انْفَقَأَ، وَلَكِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ.