الأحد ١٦ جمادى الآخرة ١٤٤٧ هـ الموافق لـ ٧ ديسمبر/ كانون الأول ٢٠٢٥ م
المنصور الهاشمي الخراساني
 جديد الكتب: تمّ نشر الكتاب القيّم «مناهج الرّسول صلّى اللّه عليه وآله وسلّم؛ مجموعة أقوال السيّد العلّامة المنصور الهاشميّ الخراسانيّ حفظه اللّه تعالى». اضغط هنا لتحميله. جديد الأسئلة والأجوبة: ما هو رأيكم في الخبر الذي رواه الطوسيّ في كتاب «الغيبة» (ص٤٤٧) بإسناده عن الإمام جعفر الصادق أنّه قال: «من يضمن لي موت عبد اللّه أضمن له القائم»، يعني المهديّ، ثم قال: «إذا مات عبد اللّه لم يجتمع الناس بعده على أحد، ولم يتناه هذا الأمر دون صاحبكم إن شاء اللّه». هل هذا الخبر صحيح أم غير صحيح؟ اضغط هنا لقراءة الجواب. جديد المقالات والملاحظات: تمّ نشر ملاحظة جديدة بعنوان «عن حال العراق اليوم» بقلم «منتظر». اضغط هنا لقراءتها. جديد الشبهات والردود: لا شكّ أنّ رايتكم راية الحقّ؛ لأنّها تدعو إلى المهديّ بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن، ولكن قد تأخّر ظهورها إلى زمان سوء. فلما لم تظهر قبل ذلك، ولما تأخّرت حتّى الآن؟! اضغط هنا لقراءة الرّدّ. جديد الدروس: دروس من جنابه في حقوق العالم الذي جعله اللّه في الأرض خليفة وإمامًا وهاديًا بأمره؛ ما صحّ عن النّبيّ في ذلك؛ الحديث ٢. اضغط هنا لقراءته. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة. جديد الأقوال: ثلاثة أقوال من جنابه في حكم التأمين. اضغط هنا لقراءتها. جديد الرسائل: جزء من رسالة جنابه إلى بعض أصحابه يعظه فيها ويحذّره من الجليس السوء. اضغط هنا لقراءتها. جديد السمعيّات والبصريّات: تمّ نشر فيلم جديد بعنوان «الموقع الإعلامي لمكتب المنصور الهاشمي الخراساني (٢)». اضغط هنا لمشاهدته وتحميله. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة.
loading

كما وقع ذلك، وبعد أن أطلق بعض الحكّام الأمويّين تدوين الحديث وترويجه، بدأ المسلمون في جمع أخبار الآحاد من كلّ أوب، وكتبوا كلّ رطب ويابس تحت عنوان حديث النّبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم[١]، وهكذا مهّدوا الطريق لتشكّل أكبر الإنحرافات بين المسلمين، وأصبحوا من الذين قال اللّه فيهم: ﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا ۝ الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا[٢].

لقد مرّ وقت طويل منذ أن نسب أهل الحديث عقائد وأعمالًا إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم من مكان بعيد وهم غائبون عنه؛ كما قال اللّه تعالى: ﴿وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ[٣]، واستمعوا لما يُنسب إليه من مكان بعيد؛ كما قال اللّه تعالى: ﴿أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ[٤]، وهذا عمل غير صالح زيّنه الشيطان لهم ليصدّهم عن السّبيل؛ كما قال اللّه تعالى: ﴿وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ[٥].

على أيّ حال، لا شكّ أنّ أخبار الآحاد الموجودة في كتب أهل الحديث، بسبب فقدان كثير منها للأصالة والدّقّة، وتعارضها وتناقضها الشامل مع بعضها البعض، كانت من أهمّ أسباب الإنحراف والإختلاف بين المسلمين منذ زمن بعيد حتّى الآن؛

↑[١] . كما روي أنّ أوّل من دوّن الحديث الزهريّ (التاريخ الكبير لابن أبي خيثمة [السفر الثالث]، ج٢، ص٢٥٠)، وكان من أعوان بني أميّة، وما كان ليفعل ذلك حتّى أكرهه هشام بن عبد الملك، ثمّ أخذ الناس يكتبون الحديث (انظر: حلية الأولياء وطبقات الأصفياء لأبي نعيم الأصبهانيّ، ج٣، ص٣٦٣)؛ قال الزهريّ: «كُنَّا نَكْرَهُ كِتَابَةَ الْعِلْمِ -يَعْنِي الْحَدِيثَ- حَتَّى أَكْرَهَنَا عَلَيْهِ السُّلْطَانُ، فَكَرِهْنَا أَنْ نَمْنَعَهُ أَحَدًا» (مسند الدارميّ، ج١، ص٣٩٢)، فشاعت بين الناس كتابة الحديث، وتنافسوا في جمع أخبار الآحاد بما فيها من الموضوعات والأكاذيب؛ قال حمّاد بن زيد: «وَضَعَتِ الزَّنَادِقَةُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ حَدِيثٍ بَثُّوهَا فِي النَّاسِ» (التمهيد لابن عبد البرّ، ج١، ص٤٤)، وقال شعبة بن الحجّاج: «مَا أَعْلَمُ أَحَدًا فَتَّشَ الْحَدِيثَ كَتَفْتِيشِي، وَقَفْتُ عَلَى أَنَّ ثَلَاثَةَ أَرْبَاعِهِ كَذِبٌ» (الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغداديّ، ج٢، ص٢٩٥).
↑[٢] . الكهف/ ١٠٣-١٠٤
↑[٣] . سبأ/ ٥٣
↑[٤] . فصّلت/ ٤٤
↑[٥] . النّمل/ ٢٤