■ الطالب: ما تقوله دقيق وعميق للغاية، لكنّني أظنّ أنّ هذه العبارة القائلة بأنّ «الناس لم يزالوا محرومين في التاريخ ولم ينالوا العدل أبدًا» إنّما تكون صحيحة إذا كان المراد بها «العدل المطلق»، وإلا فمن الممكن أن يكونوا قد تمتّعوا بـ«العدل النسبيّ» في فترات من التاريخ؛ كما أنّهم اليوم وخاصّة في بعض المجتمعات متمتّعون بالعدل النسبيّ.

● الأستاذ: لاحظ أنّ العدل بهذا المعنى ليس نسبيًّا بأيّ وجه، ولا يمكن أن يكون؛ لأنّ العدل النسبيّ هو اسم آخر للظلم؛ كما يمكن تسميته بـ«الظلم النسبيّ» في اعتبار آخر! يجب أن لا تنسى أنّ احتياجات الإنسان ليست منفصلة عن بعضها البعض، بل هي مترابطة ومتشابكة كسلسلة.

[شعر]

إن تُزل حلقة واحدة من مكانها

يختلّ كلّ العالم بأسره

إذا لم يتمّ تلبية أحد احتياجات الإنسان، سيؤثّر ذلك على احتياجاته الأخرى ويخلّ بتلبيتها أيضًا. من الواضح أنّه في هذه الحالة سيكون محرومًا، لا فائزًا بالعدل. لذلك، ترى الإنسان كلّما لم يتمّ تلبية أحد احتياجاته، قد سقط من خلال خلّة ذلك ولم يغن عنه تلبية احتياجاته الأخرى. نعم، ثقبة واحدة في السفينة تكفي لغرقها؛ بمعنى أنّها ستغرق لا محالة عاجلًا أم آجلًا!